سفر يوئيل
يوئيل:
نكاد لا نعرف عنه شيئا فهو النبي الذي يختفي ليظهر الرب وإسم يوئيل سمي به 14 رجل في الكتاب المقدس وهو يتكون من شقين (ياهفا) ومعناه يهوه, (إيل) ومعناه الله أي أن الإسم معناه (الرب هو الله)… إسم أبوه (فثوئيل) اي حكمة الله.
• زمن كتابة السفر
بين عامي 838 ، 756 ق.م. في زمن الملك أمصيا وعزيا.
o تعرف يوئيل على إيليا النبي وعاصر أليشع.
o سمي يوئيل بــ (نبي النصر) وهو من المملكة الجنوبية.
o كان فصيحاً وله مكانه في الأدب العبري… متقد الغيرة ونافذ البصيرة.
• يعتبر يوئيل العبراني الأخير الذى دون اسمه فى كتاب النبوة فمن موسى حتى أرميا كان الانبياء لهم ساطة عظمى ولهم كلمة عليا حتى سنة 621 ق.م. وحدث فى هذا الوقت الحركة المضادة إذ وجد يوشيا الملك سفر الشريعة وقال يجب ان نعتمد على سفر الشريعة بدلاً من الإعتماد على التقليد الشفوي المنقول.
وهذا أضعف صوت النبوة فصارت الكلمة المكتوبة (الشريعة) هى السائدة عن الكلمة الشفوية (النبوات) وأصبح الشعب فى هذا الوقت شعب الشريعة والناموس.
• سُمى يوئيل بصاحب (الضمير الإجتماعي).
• عنوان السفر: “يوم الرب” وهي تكررت 5 مرات وهنا يوم الرب سيكون فيه القضاء – وستكون فيه البركة – سيكون فيه الانقاذ للشعب (إسرائيل).
• يتكون السفر من ثلاثة إصحاحات وهو سفر(التوبة القائمة على التجديد).
• مفتاح السفر:
(يوئيل 13:3) “أرسلوا المنجل لان الحصاد قد نضج”.
• نظام الكتاب:
هوشع كتب بالدموع ولكن يوئيل كتب “بالأدب المرتفع العالي فى البلاغة”.
ملخص السفر
يدور السفر حول ما حل من خراب على البلاد حيث كان الخراب على الشعب ولم يبقى حتى العشب الأخضر وهذا أدى الى دمار وهزيمة قاسية مما أدى الى التوبة بل قاد الأمة كلها الى التوبة حيث جاء روح الله فى الأرض الخربة كما فى يوم الخمسين ليصنع من قلب الخراب الإنتصار العظيم.
• الفكر العام للسفر:
توبة الأمة وبركات التوبة وإن كانت تعتمد على التحذير المدمر من العقاب بسبب الخطية الموجودة فى الشعب ثم رؤية ليوم الرب الأتى.
• يلاحظ فى هذا السفر أن الدمار+ الهزيمة القاسية === قاد الشعب للتوبة.
• الحديث عن الجراد:
يتحدث هذا السفر عن الجراد وقال البعض انه ليس حقيقى وآخرون قالوا انه حقيقى ونحن نجمع بين الرأيين بــــ:
1- جراد حقيقى وهذا مما لا شك فيه لانه مرتيط بخراب اقتصادى.
2- استعاري او نبوي رمزاً لقوات العالم التى تحارب شعب الله.
• الجراد وأطواره:
وكان النبى يوئيل أستاذاً في علم الحشرات… وهو يقول لنا عن أوار الجراد وما تفعله:
1- القمص: وهو الجراد حالما يفقص من البيض.
2- الزحان: وهو الجراد الذى لم تظهر له أرجل أو أجنحة.
3- الغوغاء: وهو الجراد الذى ظهر له اجنحة صغيرة ولا يقدر على الطيران ولكن يقفز بارجله.
4- الطيار: وهو الطور الكامل للجراد فى آخر مراحله.
يتكلم هذا السفر عن الرب بإصحاحاته الثلاثة حيث سيحدث فيها الاحداث التالية:
1- قضاء الرب بسبب خطايا الشعب.
2- دعوة للتوبة والصلاة.
3- وعد بالإنقاذ فى المستقبل.
4- علامات المجيء والإنتعاش العجيب.
5- وادى القضاء والنهاية.
1- قضاء الرب بسبب خطايا الشعب:
وهذا القضاء ممثل فى:
أولا: هجوم الجراد (يوئيل 4:1-9):
• أتى الجراد على كل شيء أخضر وأحدث خراب إقتصادي عظيم.
• دعوة لإيقاظ السكارى لأن مصادرأفراحهم الأرضية أكلها الجراد مما يدعوهم للولولة والبكاء.
• إبنة صهيون كعروس فقدت عريسها تنوح عليه بدلاً من أن تفرح.
• الزارعون والفلاحون وقد أصابهم الخجل على الحصيد الذى أكله الجراد فضاعت البهجة من بنى البشر.
• الكهنة والخدام قد انقطعت التقدمة والسكيب من أمامهم أي أن الله يرفض عبادتهم بسبب خطاياهم.
ثانياً: هجوم الأعداء (يوئيل 1:2-10):
ويصف الإصحاح الثاني هجوم الأعداء المرعب فيقول:
“ليرتعد جميع سكان الأرض لأن يوم الرب قادم”… وهو وصف نبوي لما يحدث وسيحدث فى مجيء المسيح الثاني بعد
إختطاف الكنيسة “فى الضيقة” وهنا يصف الأعداء بوصف خاص:
1- فى الكثرة والقوة… (يوئيل 2:2) “شعب كثير وقوى”.
2- فى الخراب الناتج عن هجامتهم… (يوئيل 3:2-5) “قدامه نارتأكل وخلفة لهيب يحرق”
3- فى الدعاية المرعبة… (يوئيل 6:2) “منه ترتعد الشعوب كل الوجوه”
4- فى نظامة واتحاده.. (يوئيل 6:2-8) “يمشون كل واحد فى طريقة لا يزاحم بعضهم بعضاً”
5- فى كثرة تدريبة على أساليب ومبادئ القتال.. (يوئيل 9:2-10) “يتراكضون فى المدينة يجرون على السور يصعدون البيوت يدخلون الكوى”
وهذا كله يظهر قضاء الرب بسبب خطايا الشعب ممثل فى هجوم الجراد وما اثمره من جدوبة شديدة وهجوم الأعداء مما أدى الى الدمار الشامل حتى دفع النبي بمناداة الشعب للتوبة والصراخ للشعب بالرجوع.
2- دعوة للتوبة والصلاة:
(يوئيل 18:2-20)
توبة الشعب الموجود على الأرض ورجوعهم القلبي يتمم الوعد الإلهي (تثنية 1:30-9) “فإن رددت قلبك وبكل نفسك يرد الرب إلهك سبيك ويرحمك ويعود ويجمعك” فالله فى محبته يأتي إلينا بالضيق لنعلن له التوبة والرجوع .
يلاحظ فى هذا السفر أن البكاء والتوبة كان بين الرواق والمذبح أي أنه فى مكان المذبح والذبح وهذه إشارة الى المسيح الذبيح الكامل… فهى توبة مؤسسة على عمل المسيح الكامل كذلك هى توبة مقبولة وقبولها على أساس موت المسيح.
ما هو طريق التوبة؟!
1- (يوئيل 13 – 14) يلزم أن يكون الكهنة والخدام فى مقدمة التائبين..
2- (يوئيل 15 – 17) تحتاج التوبة الى دموع الندم والإنسحاق
3- (يوئيل 13) هى توبة قلبيه داخلية
4- (يوئيل 16) هى توبة جماعية تشمل حتى الأطفال
لذلك ظهر القول القائل أن الافراح الخاصة تكف عن الأحزان العامة.
3- وعد بالإنقاذ فى المستقبل:
(يوئيل 18:2-20)
وهنا إستجابة الرب الغافر “يغار الرب لشعبه ويرق لهم” فتظهر رحمة الله بدلا من أن يوقع بهم القصاص ينظر لتوبتهم ويرحمهم … فيرق لهم.. “الشمالى يبعده عنكم” بمعنى الجراد الذى أتى مع ريح الشمال وهنا تشجيع للشعب.
4- علامات المجئ الثانى والإنتعاش العظيم:
(يوئيل 23:2-32)
وتنقسم هذه الفترة الى قسمين:-
1- إنتعاش الطبيعة: (يوئيل 24:23) أمطار – ومحصول عظيم
2- إنتعاش روحي: (يوئيل 30:28) إنسكاب الروح القدس
وهذا إشارة الي ملكوت النعمة الذى يبدأ بإنسكاب الروح القدس:
• هى بركة بوعد.
• زمنها بعد ذلك الخمسيين.
• مداها كل البشر.
5- وادى القضاء والنهاية:
(يوئيل 3)
1- (يوئيل 1:3-16) الأمم سوف يدانون بسبب إضطهادهم للشعب القديم
مكان الدينونة وادى يهوشفاط لماذا؟!
• لأنه يليق بالمجرمين أن يحاكموا فى نفس البلاد التى ارتكبوا فيها الجرائم.
• ليعرفوا أن اورشليم التى أرادوا أن يخربوها صارت تسبيحة رغم أنفهم.
• لزيادة تعزية اورشليم وكرامة إسرائيل.
2- (يوئيل 17:3-21) صهيون تنال بركه والجبال تقطر عصيراً ويسكن الرب فى صهيون للأبد
• (يوئيل 7:2-12) حيث التوبة الجماعية
• (يوئيل 23:2-32) يأتى الوعد بالمعمودية
دروس مستفادة من السفر
أولاً: هو الرب وله يوم قريب للدينونة.
ثانياً: الرب يقبل التوبة.. والغفران هو طريق البركة.
ثالثاً: الله يعطينا أعظم ما عنده، الروح القدس.
رابعاً: الرب يستطيع أن يريحنا من أعدائنا.
خامساً: هو مازال يدعو للتوبة فهل نتوب ونرجع له.
آمين.. آمين.. آمين